يقول أحد مشايخنا الكرام:
مات أحد الشباب الذين نعرفهم بالصلاح -نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكي على
الله ...أحداً- يقول شيخنا: أعرفه تمام المعرفة، كان من الذين يحافظون على
الصلاة وتكبيرة الإحرام في الصف الأول، أعرفه حريصاً على الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر، أعرفه حريصاً على فعل الخيرات وعلى ترك الفواحش
والمنكرات، مات لكنه مات على طاعة، فكنت ممن غسله وكفنه وودعه في قبره.
قال: في ذلك اليوم رأينا في جنازته عجباً، رأينا في جنازته عبرة لأولي
الألباب، لما بدأنا بتغسيله وتكفينه بدأنا بمزج المسك والكافور، يقول:
والله الذي لا إله إلا هو لقد فاحت رائحة المسك منه قبل أن نضع المسك عليه
حتى فاحت في المكان كله، فقلت لصاحبي: أتشم؟ قال: إي والله، والله ما شممت
أحلى ولا أجمل من تلك الرائحة
إِنَّ
الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ
عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا
بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ [فصلت:30].
قال: فلما كفناه وذهبنا به إلى المقبرة كنت ممن نزل في قبره، وكان الناس
على شفير القبر يريدون إنزاله، فلما أنزلوه وكنت أنا وصاحبي في القبر يقول:
والله الذي لا إله إلا هو إنه حمل من بين أيدينا وما حملناه! ووالله إنه
وضع في التراب وما وضعناه! والله إنه وجه إلى القبلة وما وجهناه!
يقول: كشفت عن وجهه فإذا هو يضحك وعلى وجهه ابتسامة لولا أنني أنا الذي
غسلته وكفنته لما كنت أظن أنه قد مات، ولكن فضل الله يؤتيه من يشاء؛ عاش
على الطاعة ومات على الطاعة، فثبته الله في أشد اللحظات، كما خانت المعاصي
أصحابها ثبتت الطاعات أهل الطاعات في أمس اللحظات
اللهم احسن ختامنها جميعا وامتنا علي طاعتك
اللهم ارزقنا قبل الموت توبه وعند الموت شهاده وبعد الموت جنه ونعيما
اتمني ان القصه تفيدكم وتحقق الهدف المطلوب منها
ويارب نتجمع كلنا ف الفردوس الاعلي