عناد الطفل وواقع الشخصية :
يجب أن يعرف الكبار أن للطفل حقوقا لا تختلف عن حقوق البالغين وإنها ليست حقوقا مع وقف التنفيذ أي أنها مؤجلة حتى يكبر، فكثير من الأمور التي يصنفها الكبار بأنها حالة عناد من الصغار تكون بسبب سياسة القمع والسيطرة والانقياد التي تربوا عليها، أو التي يظنون أنها من مقومات التربية الأفضل أو الأخلاق والتهذيب.
ولعل أكثر حالات سوء التفاهم الناشئة عن العناد بين الكبار والصغار هي بسبب ميل الكبار إلى عدم المخالفة، والعودة إلى مسألة الحقوق والواجبات أمر لا بد منه لتحديد ما الذي يجب أن يقدم للطفل وما الذي يجب أن يقدمه هو ثم بعد ذلك يجري تحديد الشخص العنيد. ومساعدة صاحب الموقف الخاطئ من خلال إظهار ما ينطوي عليه الموقف من مخالفة أو تجاوز. فإذا عاند الطفل بعد هذا النوع من التفاهم فسوف نضعه أمام مسؤولياته التي قد يكون من نتيجتها حرمانه من عدة أمور معنوية أو مادية تجعله يدرك أن المعاندة السطحية أو السخيفة قد تكلفه ثمنا.
سيدة تسأل
لدي طفلان، ولد عمره 5 سنوات وابنة عمرها سنة ونصف. ابني عدواني جداً تجاه أخته. كما أنه متعب في أكله، مهما حاولنا تشجيعه على الأكل ومهما حاولنا التنويع في شكل الأكل، فهو يرفض كل شيء. البارحة صرخ وبكى على طاولة الطعام كثيراً حتى مرض. عندما كان عمره سنتين كدنا أن نفقده بسبب التهاب في الدماغ، حتى الآن لا نصدق أنه نجى من الموت. ولكننا متعبون من تصرفاته. عرضناه على الطبيب وقد أخبرنا أنه لا يوجد لديه أي مرض عضوي.
جواب السوبر ناني (مع إضافات مني)
بعض الأحداث الشديدة مثل ما أصيب به طفلك قد تصدم الجهاز بقوة وقد يحتاج لفترة طويلة للتخلص من الأزمة النفسية التي سببها المرض. كما أنه ليس هناك أصعب من وضع الوالدين وهما يشاهدان ابنهما يصارع الموت، فهو أكبر كابوس. بفضل الله، مرت هذه الأزمة بسلام.
وضع ابنك الحالي يجب التعامل معه بالحزم ووضع الحدود. يجب استخدام خطوات العقاب (شرحها في نهاية الموضوع). وهذا حتى يعرف أن العدوان ضد أخته ممنوع.
بالنسبة للأكل، لا تعرضي الكثير من الخيارات للأطعمة، ضعي له كمية قليلة من الطعام الذي يأكله باقي أفراد العائلة، فإن لم يأكله، أخبريه أنه بإمكانه أن يترك الطاولة بعد أن يأكل ثلاث ملاعق من الطعام، سيشعر أن هذا الخيار مقدور عليه.
لا تعطيه وجبات صغيرة خفيفة حتى يعوض ما لم يأكله على الطاولة. وعندما يبدأ بالمشاغبات من أي نوع، أوضحي له أن هذه التصرفات غير مقبولة وأنك ستتبعين خطوات العقاب للمشاغبين، وهذا قبل أن يبدأ بالصراخ الذي يشعره بالإعياء.
في أغلب الأحيان، ابنك يتصرف بهذا الشكل كطفل صغير عمره سنتين، وهذا يؤكد لي شيئاً واحداً، وهو أنك ووالده لا زلتما تشعران أنه في تلك المرحلة التي مرض فيها. وبما أنكما تعيشان الماضي، فإنكما عاجزان عن التقدم لتعليمه كيف يتصرف حسب عمره. الطبيب أكد أنه بصحة جيدة، والآن عليكما أن تقتنعا بهذا الأمر وتزيدا من ثقتكما بنفسكما وتقللا من الشعور بالخوف والقلق عليه.
وهناك قصة مشابهة لهذه المشكلة، وهي عائلة أنجبت توأم أولاد وقد أنجبتهما أمهما مبكراً فقضيا وقتاً في المستشفى للرعاية. وهذا يعني أن العائلة أهملت الإبنة التي تبلغ من العمر 4 سنوات. بعد صراع طويل اضطر الوالدان أن يقوما بتطبيق قاعدة العقاب التدريجي للتوأم عندما كبرا، ترك الوالدان ماضيهما حيث الصراع مع المرض، وتوجها إلى المستقبل. اكتشفا أنهما يشعران بالذنب تجاه أولادهما، خاصة التوأم لمرضهما وبقائهما في المستشفى، وهذا جعل زمام الأمور تفلت منهما، ولكن اضطرا لشد الحبل مرة أخرى لتحسين الوضع..
والطريقة هي:
خطوات لحل المشاغبة..
هذه الخطوات هي أكثر فعالية في تعليم الطفل من أي طرق أخرى، وهي مخصصة لتوجيه الطفل عند حدوث أي تصرف غير مقبول. البعض يسميها Time out. مهما كانت الطريقة منوعة، سواء الحجز على الكرسي، الدرج، زاوية، مقعد.. الفكرة هي ذاتها.. كلنا ندرك ما هي، ولكن تابعن معي فهناك المزيد من التفاصيل المحددة..
ولكن .. ما الهدف وراء هذه الفكرة؟
أولاً، من المهم أن تدركي أن هذا العقاب ليس مؤذياً، بل هو عبارة عن سيطرة على الموقف وتغيير لوجهته. لن تؤذي طفلك بأي شكل عند استخدام هذا العقاب، سواء نفسياً أو عضوياً. الهدف من وراء هذه الطريقة أن تتيحي لطفلك الفرصة للتفكير في تصرفه حتى يرسخ في عقله ما سيحدث إن أساء التصرف. كل ما في الأمر أننا بهذه الطريقة نجعل الطفل يفكر في نفسه، يحمل مسؤولية تصرفاته ويتعلم أن يحسبها جيداً.
أساس هذه الفكرة أن نبعد الطفل عن الموقف لفترة زمنية قصيرة حتى يفكر فيما فعله، ثم يعتذر عن تصرفه.
ما هي أهمية إبعاد الطفل عن الموقف؟؟
الأهمية أن الطفل عندما يبتعد، حتى وإن كان قريباً ترينه، أنت تعلميه أن سوء التصرف لا يعني زيادة اهتمام منك. أكثر التصرفات السيئة هدفها جلب الانتباه، وهذه نقطة مهم أن تدركيها. كما أن إبعاده يجعله يعرف أنه كان سيء التصرف، كأن يعض أخاه أو يركله أو يشتمه، النتيجة تكون أنه يمنع من متابعة جلسة العائلة ويجب أن يبعد حتى يفكر فيما فعله ثم يأتي ليعتذر. يجب أن يعرف أن التصرف السيء لا يستحق أن يكون مع الناس حتى يتعلم درسه.
كيف نطبق هذه الفكرة؟
+ التحذير
فرضاً طفلك عمره 5 سنوات، ضرب أخته 3 سنوات. أولى الخطوات، أن تعطيه تحذيراً وهذا يكون بأن تجلسي أمامه وتنظرين إليه مباشرة. تستخدمين صوت السيطرة التي شرحته في السؤال السابق. تشرحين له كيف يكون تصرفه خاطئاً ولماذا: "تصرفك هذا غير مقبول، لا يجب أن تضرب أختك، يجب أن تكون لطيفاً معها ومع غيرها. إن تصرفت بهذا الشكل مرة أخرى، سأعاقبك بالعقاب الذي اتفقنا عليه سابقاً."
ويكون التحذير مرة واحدة فقط، تنهين كلماتك وتبتعدين بلا أن تنتظري منه أي جواب أو ردة فعل.
+ عقاب المشاغبة
بعد دقيقتين قام بتكرار نفس الخطأ. فوراً تأخذيه من يده وتجلسيه في مكان العقاب.
+ الشرح
اشرحي له لماذا وضعته هنا، انظري في وجهه مباشرة وقولي: "ممنوع أن تضرب أختك أو أي شخص آخر. فهذا مؤذي وهو تصرف غير مقبول نهائياً. ستجلس هنا لمدة خمس دقائق وعليك أن تفكر في خطئك."
+ ابتعدي
لا تكلميه أكثر وتطيلي الشرح، ومهما قال وبدأ في الدفاع عن نفسه أو تصرف بأي شكل يثيرك، عليكِ أن تبتعدي.
إن حاول النهوض من مكانه، أعيديه مرة أخرى.
+ عودي إليه واشرحي له قبل انتهاء الوقت ثم اذهبي حتى يكتمل الوقت.
+ الاعتذار
بعد انتهاء المدة، اذهبي إليه واطلبي منه الاعتذار: "أريدك أن تعتذر." وعليه أن يذكر ما هو سبب اعتذاره، وهذا حتى تتأكدين أنه يدرك خطأه.
+ انسي الأمر
بعد أن يعتذر، قولي: "أحسنت." حتى يعرف أنك تقبلين الاعتذار، واستخدمي صوت نبرته عالية فرحة، أي نبرة الرضى. احتضنيه وقبليه. ثم اطلبي منه أن يأتي للجلوس مع باقي أفراد العائله.
ظاهرة مشهورة في سلوك بعض الأطفال وفيه لا ينفذ الطفل ما يؤمر به أو يصر على تصرف ما ربما يكون هذا التصرف خطأ أو غير مرغوب فيه وهو من الاضطرابات السلوكية الشائعة قد يحدث لفترة وجيزة وعابرة...((أو يكون نمط متواصل وصفة ثابتة في سلوك وشخصية الطفل....وهذا المشكل..)..
أسبابه:
1-اقتناع الكبار غير المتناسب مع الواقع..كأن تصر الأم على أن يرتدي الطفل رداء يمنعه من اللعب ويؤدي إلى خسارته في سباق أو تأنيب له بارتداء ملابس مخالفة لزي المدرسة.
2-أخلام اليقظة...وربما يكون السبب غياب إمكانية التفرقة بين الخيال والواقع ويجد الطفل نفسه مدفوعا للتشبث برأيه أو موقفه.
3-التشبه بالكبار...أي القدوة الذين يراهم أمامه.
4-رغبة الطفل في تأكيد الذات.
5-البعد عن المرونة في المعاملة...فهو يرفض اللهجة الجافة ويتقبل الرجاء.....
6-رد فعل ضد الاعتمادية...كأنعكاس ودفاع ضد الاعتماد الزائد على الأم.
7-رد فعل ضد الشعور بالعجز.....فمعاناة الطفل أو مواجهته الصدمات أو إعاقات مزمنة تجعله يستخدم العناد كدفاع ضد الشعور بالعجز.
8-تعزيز سلوك العناد....والمقصود الخضوع له وتلبية رغباته.
التغلب عليه....:
1-العقاب أثناء وقوع العناد مباشرة بشرط معرفة نوع العقاب الذي يجدي مع الطفل.
2-معاملة العنيد تتطلب الصبر وعدم اليأس وعدددددددددددددم الاستسلام بحجة أن الطفل عنيد.
3-عدم اللجوء إلى القول بأن الطفل عنيدأمامه أو مقارنته بالأطفال الآخرين بقولنا إنهم ليسوا عنيدين مثلك.
4-عدم صياغة مطالبنا من الطفل بطريقة تشعره بأننا نتوقع منه الرفض لأن ذلك يفتح أمامه طريق للعناد وعدم الاستجابة.
5-البعد عن إراغام الطفل على الطاعة واللجوء إلى دفء المعاملة والمرونة في المواقف.
6-الحوار الدافئ المقنع غير المؤجل عند ظهور موقف العناد....
ابنتي عنيدة دائماً كيف أتصرف معها? : نص السؤال
العناد صفة طبيعية لدى كثير من الأطفال، ومما ينبغي مراعاته في التعامل معه:
1- عدم القلق كثيرا من هذه الظاهرة، وهي في الأغلب تظهر في النصف الثاني من السنة الثانية وتمتد إلى الرابعة.
2- تهيئة الجو النفسي والاجتماعي المريح للطفل، وإشعاره بالحب والحنان وأن حاجاته محل الاعتبار والتقدير.
3- مراعاة العدل بين الأولاد، فبعض حالات العناد تنشأ رغبة في إثبات الذات للشعور بالتفرقة.
4- الحذر من الاستجابة له حين يسلك أسلوب العناد؛ فهذا يعزز سلوك العناد لديه، ومن ثم فيجب أن يتجاهل إلى أن يعيد مطالبته بما يريد بأسلوب هاديء.
5- عدم مجاراته في العناد، والبعد عن القسوة عليه.
6- إتاحة فرص له للتعبير عن رأيه وإبداء مطالبه، حتى يقل لجوءه إلى العناد.
7- الاتساق في التعامل مع الطفل من قبل الوالدين، ووضوح الأنظمة لديه وحدود اختياره وما ينبغي وما لا ينبغي.
اهداء من صديقكم ميدو matrex